إختبارات الناشئين.. الورث القبيح!!

Maged Hosny Blog

كل ناشئ يُمارس كرة القدم في مصر، يحلم بالإنضمام للزمالك أو للأهلي، ثم الأندية الكبيرة الأخرى، فالناديين هما دائمًا الإختيار الأول لجميع اللاعبين، وخاصة الموهوب منهم، ومع ذلك يتم رفض الكثير منهم في إختبارات الأندية المختلفة!! .

يا ترى كم لاعب موهوب خسرته الكرة المصرية بسبب ما تعرض لة وقت الإختبارات؟؟

الموضوع ليس وليد اليوم، بل منذ زمن بعيد، على الأقل منذ أكثر من ٣٠ عامًا، وقت ما ذهبت أنا شخصيًا لتلك الإختبارات يومًا ما.

بعض ما يحدث في تلك الإختبارات من كواليس غريب جدًا، وبعض مِمن يقومون على الإختيار والتقييم يحتاجون أساسًا إلى تأهيل علمي ونفسي!!.

تجارب واقعية
منذ حوالي ٣٠ سنة قضيت فترة إختبارات مع فريق المقاولون العرب تحت ١٩ سنة، إمتدت تقريبًا شهر كامل، وذلك للمستوى المتميز الذي ظهرت به “وفقًا لكلام المدرب كابتن زمزم واللاعبين”، كانت سعادتي كبيرة لأنني كنت أعلم أن من يذهب لتلك الإختبارات بدون واسطة أو توصية لن يحالفة التوفيق! وبالفعل بعد إنتهاء الشهر، تم إبلاغ جميع اللاعبين أنه سوف يتم كتابة الأسماء التي تم قبولها وتعليقها على باب غرفة الملابس، وبعد تلقي التهنئة من بعض الزملاء اللاعبين على المستوى وعلى قبولي، لم أجد اسمي ضمن الأسماء التي تم قبولها! توجهت في الْيوم التالي لنفس المدرب الذي لم يضع اسمي ضمن القائمة المقبولة، ولكنة فور تسلمة كارت التوصية قبلني على الفور قائلاً”إنت معانا بقى يا ماجد”!!! لحظتها وبعنفوان الشباب وحماسة قررت الإنسحاب ولعب الكرة على سبيل الممارسة وقلت للرجل: “يعني أنا مكسر الدنيا معاك بقالي شهر ومخدتنيش وأول ما أجيبلك واسطة بقيت معاك! سلام عليكم”.

لم يتغير الوضع كثيرًا حتى بعد مرور ٣٠ عامًا، وبعد التغيير الكبير الذي طرأ على صناعة كرة القدم، وبعد تطور جميع عناصر اللعبة من ملاعب وقدرة مالية وإدارية وبث تلفزيوني وغيرة.

في إختبارات الأندية الكبيرة قبل بداية ٢٠١٦ حدث نفس الشئ ولكن بطريقة مودرن تناسب العصر!! فالبجاحة أصبحت الأساس!! فيذهب الناشىء صاحب الـ١٤ أو ١٥ عامًا وكلة أمل وتفاؤل وثقة في موهبتة للإختبارات الساعة ٩ صباحًا، حيث يتم تقسيم اللاعبين إلى فرق وقبل بداية التقسيمة يكون السؤال العلني كالآتي: “مين تبع كابتن فلان؟” و”مين تبع أستاذ فلان؟” تمام، تعالوا أنتم كدة!! وتبدأ التقسيمة التي لا ينتبه إليها المدرب إلا قليلاً، وبالفعل يتم إختيار اللاعبين الجدد بهذه الطريقة، ثم يبدأ الدوري وينتهي ويحل هذا الفريق الكبير سابعًا ولا يتأهل ضمن الأربع فرق الأوائل ويغادر المدرب مع بداية الموسم الجديد إلى فريق جديد، ويبدأ ناشىء آخر مرحلة إحباط جديد.

هل كل لاعب معتزل كرة يصلح أن يكون مدرب ناجح؟.

هل كل لاعب كرة معتزل يملك الإتزان النفسي للتعامل مع الناشئ؟.

هل كل لاعب كرة معتزل حاصل على التأهيل العلمي المناسب للتعامل مع التغيرات العضلية والبدنية للناشىء؟.

لا تتعجب ولا تتسائل عن سبب رفض موهوبين في إختبارات الأندية، ولا تتعجب عندما يصبحون نجومًا تتهافت على شرائهم نفس الأندية! أنة الإرث القبيح!!!.

 

Original Article: https://www.elmal3b.com/5867